23 أبريل 2024

معهد الدوحة الدولي للأسرة يدعو لإلزامية برامج التربية الوالدية

محلية
  • QNA Images

الدوحة في 23 أبريل /قنا/ دعت الدكتورة شريفة نعمان العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إلى جعل برامج التربية الوالدية ملزمة للوالدين الجدد في دولة قطر، استنادًا لدراسات نفذها المعهد بهذا الخصوص، أظهرت نتائجها مدى أهمية إكساب الوالدين المهارات الأساسية لتربية الأبناء.

جاء ذلك في لقاء حواري تربوي، نظمه المعهد تحت عنوان "كما ربياني صغيرًا.. البرامج المتخصصة لتؤتي التربية الوالدية ثمارها"، واستضاف الدكتورة حنان القطان، مؤسس ومدير مركز اتزان للاستشارات النفسية والتربوية والتدريب.

ولفتت العمادي، في حديثها إلى نتائج دراسة حديثة أجراها المعهد بالتعاون مع جامعة قطر حول التماسك الأسري في قطر، أظهرت أن نحو 43 بالمئة من الأسر القطرية، تتناول وجبات الطعام معًا كعائلة مع محادثة قليلة، أو شبه معدومة، فيما بينت دراسة ثانية للمعهد بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة، ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية ويش، ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز، حول الإفراط في استخدام التكنولوجيا بين المراهقين في قطر، أن 31 بالمئة منهم يقضون وقتهم على الإنترنت على أشياء غير أساسية في عطلة نهاية الأسبوع.

وأكدت أهمية الوقت الذي يقضيه الوالدان مع الطفل، حيث يساهم بشكل عميق في تعزيز نموه النفسي والجسدي والعقلي، وله تأثير إيجابي في تطور شخصيته، وفق ما أثبتته دراسة ثالثة بالتعاون مع مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي أمان، عن "اصطحاب الوالدين أبناءهما من وإلى المدرسة.. التحديات وتبعات السياسات"، مشيرة إلى أن دراسة المعهد عن "برامج الوالدية في العالم العربي"، أظهرت أن برامج التربية الوالدية الناجحة تستند إلى الاحترام المتبادل، والاعتراف بالاختلافات في التقاليد والطقوس، حيث يميل الآباء إلى أن يكونوا أكثر تقبلا عندما يكونون جزءًا من عملية التعلّم، ويتم الاعتراف بها كمصدر هام للمعلومات، وإلى أن برامج التربية الوالدية في المنطقة العربية شملت أهم الثغرات منها عدم حضور الأب الدورات التدريبية، وعدم التركيز على المواد الخاصة باليافعين.

وذكرت أن البرامج تهدف إلى تحصين الناشئة والأطفال، ووقايتهم من الانحرافات السلوكية، من خلال تعزيز عوامل الحماية، وتحديد وتحييد عوامل الخطورة، والعمل على معالجتها بأسلوب تشاركي يسهم في تحقيق الهدف الأسمى المنشود، وهو التنشئة السليمة المتماشية مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وعاداتنا وقيمنا الأصيلة.

من جانبها، تحدثت الدكتورة حنان القطان، مؤسس ومدير مركز اتزان للاستشارات النفسية والتربوية والتدريب، على مدار ساعة من الزمن، على مسرح أكاديمية العوسج في المدينة التعليمية، عن أهمية غرس القيم الأصيلة في نفوس الناشئة، ودور الأسرة المتزنة والتربية الراشدة في تحقيق ذلك دون إفراط أو تفريط، مؤكدة أنه ليس المهم الجلوس مع الأبناء لساعات طويلة، إنما القدرة على التأثير في سلوكياتهم وتقويمها تقويمًا سليمًا، وبنظرة شمولية مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

وشددت على ضرورة مشاركة الوالدين بشؤون حياة فلذات أكبادهم، والتباحث والتشاور في مختلف قضاياهم الحياتية واليومية، واقتراح الحلول لمعالجة المشكلات، التي قد تعترض سبيلهم، لافتة إلى خطورة الانشغال عن ذلك، مما يجعل الأبناء عرضة للانحراف على يد أصدقاء السوء، فمشاركتهم همومهم وتفكيرهم، وقضاء وقت ممتع معهم كالخروج في رحلات استجمام، وممارسات الهوايات المفضلة لديهم معًا، يعزز من قنوات التواصل فيما بينهم، والتي بدورها ستغني هذه الأجيال عن الألعاب الإلكترونية، وإدمانها على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، التي قضت مضاجع الكثير من الأهالي حول العالم، بسبب تداعياتها الخطيرة على الصحة النفسية والعقلية والسلوكية للأبناء.

ولفتت إلى الآثار السلبية التي قد تنجم عن بعض الأنواع الأسرية كالعائلة الجبرية المتسلطة الاستبدادية، والتي تتبع أسلوب الوصاية وفرض الأوامر على الأبناء، وتكون نتيجتها الحتمية هروب الأبناء من كنفها والانحراف، حيث ترفد هذه العائلة المجتمعات بشخصيات مترددة ومرتبكة وغيرها، بالإضافة إلى العائلة المتساهلة الرعوية التي يغيب فيها الحساب والعقاب تمامًا عن مشهد حياتها اليومي، وتنتج أبناء متمردين وفوضويين، لا يهتمون بأحد، داعية إلى ضرورة الإعداد الجيد للقيادة الأسرية، وأن يكون للأب والأم قدرة كافية على التحرك، ودراسة التحديات، ومواطن القوة والضعف، من أجل تنمية المهارات الحياتية العائلية، وتوظيفها جيدًا لتذليل كافة العقبات، التي قد تؤثر سلبًا على تنشئة الأبناء وسلوكياتهم، وإلى تعزيز مفهوم القيادة التشاركية الأسرية، وتصميم مناهج تربوية أخلاقية قيمية، وإعداد برامج هادفة، للمساهمة في بناء نموذج عائلي متماسك ومتعاضد، قادر على مجابهة أعباء الحياة بكافة أشكالها.

يذكر أن اللقاء الحواري، جاء احتفاء بيوم الأسرة القطرية، والذكرى الـ 30 للسنة الدولية للأسرة، وسلط الضوء على قضايا دعم وتمكين الأسر، وتناول 7 محاور، هي: أهمية الوالدين كمرشدين ونماذج للاقتداء بهم، ودورهم كبناة للشخصية والقيم الأخلاقية، وكيفية تعزيز الاتصال والتفاعل الأسري، وآليات تنمية المهارات الحياتية، وتحديات التربية في العصر الرقمي، وتشجيع الفهم والتقدير للتنوع، وأخيرًا تحفيز الفضول والتعلم المستمر.

وهدف إلى توعية الوالدين بأهمية دورهم في تربية أطفالهم، وكيفية التأثير العميق على تطورهم الشخصي، وتبادل الخبرات والتجارب التربوية، والمساهمة في بناء مجتمع داعم، وتحسين التواصل بين الأجيال من أجل الوصول إلى فهم شامل لتحديات وتطلعات الأطفال.


الكلمات المفتاحية

عام, قطر, مؤسسات وطنية
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق